آلـيـات وتـقـنـيـات الـتـواصـل
يعد العمل الجمعوي نشاطا يوميا متسما بالاحتكاك اليومي بالأفراد سواء داخل محيط الجمعية نفسها أو خارجها , وذلك فإن الاشتغال داخل فريق عمل متجانس لا يأتي أكله إلا بسن ميكانيزمات للتواصل على قدر من الفعاليات , بالنظر إلى تصرفات وسلوكات الأفراد والمجموعات التي تعتبر بحق إشكالات حقيقية وبالتالي وجب تجاوزها وتفاديها بقدر كبير من الوجاهة والتبصر في جميع أبعادها وأشكالها المختلفة ( ملطف –سكوت –هجوم – احتكار – ضلال –هزل ….)
1- العملية التواصلية:
تعريفات:
– التواصل:
يعرف التواصل نظريا بأنه نشاط شفهي أو كتابي يتم عبره تبادل الآراء والأفكار والمعلومات عن طريق الإرسال والاستقبال بواسطة نظام من الرموز متعارف عليها من طر ف المتخاطبين ومن خلال قناة تربط بين المرسل والمرسل إليه.
* التواصل وسيلة لتشغيل كل القدرات الفكرية والعقلية من ملاحظة ووصف وتحليل…
* التواصل مرتبط بمجالات مختلفة:
– التجارب الحياتية للفرد وما يرتبط بها من علاقات عائلية, اجتماعية ومواقف تدعو إليها الحياة اليومية ومتطلباتها.
– متطلبات الحياة العملية والمهنية للفرد مع زملائه في العمل.
– التواصل مع العالم الخارجي من خلال العلاقات العلمية والثقافية التي تربط الفرد بالآخرين.
– محاولة الفرد الخاصة في مجال الإبداع الأدبي والفني وما يترتب عن دلك من مواقف تعبيرية
التواصل هو عملية تهدف تسهيل ونقل و تداول و تبادل الآراء و الأفكار والمعلومات من فرد لآخر أو من فرد لجماعة أو من جماعة لأخرى ويتم هذا عن طريق الحديث أو الكتابة أو الرموز وذلك قصد التوصل لتفاهم متبادل.
– المرسل (مصدر الخطاب):
هو الشخص( أو الجهة ) الذي ينقل الرسالة التربوية إلى المستقبل عبر قناة من قنوات الاتصال.
– المستقبل (المرسل إليه)
هو الشخص الذي يستقبل الخطاب أو جماعة الأشخاص الذين لهم أهداف وحاجيات مختلفة عن تلك التي تهم المرسل.
– الخطاب (الرسالة)
هو مجموعة المعلومات التي ينبغي إيصالها وطريقة تبليغها و يشتمل الخطاب على مضمون وكلمات و أفكار و رموز.
– القناة:
هي الوسيلة أو الأداة التي تستعمل لإرسال الخطاب لحاسة أو عدة حواس: البصر، السمع، اللمس، الشم و الذوق. فالقناة تقدم الخطاب من أجل رؤيته أو سماعه أو الإحساس به و تذوقه.
القناة نوعان: قنوات للتواصل الشخصي ثم التواصل الجماهيري.
– رد الفعل ( التعقيب)
هو وسيلة تمكن المرسل من قياس أثر أو آثار الخطابات الموجهة لجمهور معين. وقد تأتي على شكل كلمات و أفكار أو حركات و انفعالات أو إيماءات و رموز.
– التشويش (الضوضاء)
هو مجموعة العوامل التي تشوه أو تعطل تبادل المعلومات كالقلق مثلا أو انعدام الاستعداد للإصغاء يمكن أن يشكل عائقا للتواصل.
2- عـقـد الـتـواصـل .
* تجرى عملية التواصل بديهيا بين طرفين اثنين : متكلم ومخاطب / المرسل واللاقط ويقع بينهما الأثر الارتجاعي.
مرسل لاقط
الأثر الارتجاعي
– عند الحديث عن عملية التواصل يتم الأخذ بعين الاعتبار أساسا موقع أطراف العملية .
– الباعث والمستقبل ينتميان إلى نفس المجموعة = تواصل داخلي ( الجمعية ) .
– الباعث والمستقبل ينتميان إلى طرفين مختلفين = تواصل خارجي ( الجمعية + الشركاء / الفرقاء / المستفيدون… )
3- المحددات الفردية والاجتماعية للتواصل:
أ- المحددات الذاتية:
* بالنسبة للمستقبل:
– القدرة والاستعداد للتلقي
– البنية الذهنية
– المستقبل ليس آلة فهو يحلل, يفسر, يؤول ويشرح
– مركز ومحور الاهتمامات, انشغالات ومصالح المستقبل
– محدودية ثقافة ومرجعيات المستقبل
– الآراء المسبقة للمستقبل حول الموضوع المراد معالجته
– عادات ومعتقدات المستقبل
* بالنسبة للمرسل:
– الإحاطة والإلمام والمعرفة الواسعة والتامة
– المستوى الثقافي
– نموذج وشعار: خطوتين إلى الأمام
ب- المحددات الاجتماعية:
– مجموعة الانتماء والانتساب: عائلة – نادي – جمعية – مهنة – نقابة…
– الوضعية الاجتماعية التي تحتم وتفرض امتلاك قانون وتشريع.
– دور طريقة الإلقاء: هل تطبعها التعادل والتشابه, المساواة, الحكامة واحترام المسافة بين الطرفين.
– المواقف التي تنمي حالة داخلية لدى المتلقي حول: وجهات نظر – تجارب – ثقافة – تربية.
مما سيؤثر على طريقة التلقي وبالنتيجة أساليب تحليل وتفسير الخطاب.
4- قنوات التواصل :
تعتبر عملية اختيار قنوات تمرير الخطاب دورا مركزيا ومحوريا في عملية التواصل, وبالتالي وجب التفكير مليا في هده الوسائط انطلاقا من القاعدة العامة: ” لكل مقام مقال ”
* الصوت: لإقناع المتلقي وتبيان وثاقة الصلة بين الموضوع ومركز اهتمامه ومصالحه.
* الصورة: دعامة أساسية لتحفيز واذكاء الحماس لدى المستقبل.
* النص: للتدليل والبرهنة على محتوى الخطاب, هدا الأخير الذي يمكن أن يتم عبر شكلين:
– عبر وسائل الإعلام عند مخاطبة عدد ضخم من الجمهور وفي القضايا ذات الأهمية الخاصة لتأمين المردودية.
– عبر وسائل أخرى عندما يكون المعنيون بالخطاب قليلي العدد.
5- الـرمــز:
مجموعة الشعارات والعلامات الكفيلة بنقل الخطاب, تحويله وترشيحه. ويتم التواصل على هدا المستوى في نطاق: القول, الكتابة والسمعي البصري.
6- الـخــطـاب: الوظائف:
* خطاب الإسناد والإرجاع: يسمح بنقل المعلومات للتأثير على الآخرين (المرجعية)
* الخطاب الشعري: يعنى بالتعبير الجمالي للكشف عن الرغبات والمتمنيات (الشعرية)
* الخطاب الانتباهي: يسمح بدعم المقابلة والاتصال (الانتباهية)
ج- معيقات متصلة بعملية التواصل نفسها:
– ا كراها ت مرتبطة بالنسق الثقافي و السوسيولوجي ( انشغالات – طابوهات – مقدسات – مواقف – مراكز السلطة – وجهات النظر… )
– صعوبات متصلة بالوسط السوسيواقتصادي ( منبثقة من صميم النظام الاجتماعي للفرد ).
– المستوى العقلي والذهني كنتاج للمستوى الدراسي والثقافي.
– السن حسب الأجيال إذ يختلف مستوى وحجم اللغة المستعملة وكذا تباين مركز المصالح والاهتمامات.
– توقع الشر عند مقابلة شخصية سامية وجها لوجه.
– عدم معرفة المشاكل اليومية المتبادلة لعمال ورش من طرف مشغليهم.
– غياب وعدم كفاية الاستماع.
– الخوف من السكوت: الكلام من أجل لاشئ.
– علاقات سلطوية غير مرغوب فيها (فرض وجهة نظر ما ).
– تنافر الأفراد على مستوى وجهات النظر, ردود الأفعال, الزعامات…
– الخوف من ردود أفعال الآخرين ( التردد في التواصل ).
د- معيقات متصلة بالأفراد :
– إنزعاجات وقلاقل داخل الأسرة من الطفولة إلى المراهقة ( عوز حقيقي – عدم القدرة على التحمل – علاقات سلطوية مفرطة…).
– النسق التعليمي الذي لا يحابي الأخذ بزمام المبادرة في أخذ وتناول الكلمة ( يجب التزام السكوت من أجل الإنصات, ويجب الكلام عند السؤال…).
– الإطار المهني المفتقر للتجربة اللازمة.
– توقعات اضطرارية مرتبطة بالأفراد بخصوص المحتوى والمضمون ( غياب محفزات – خصاص في الكفايات أو المعلومات – وجهات نظر مختلفة ومتناقضة أحيانا…).
– طريقة النطق ( الإيقاع – التمتمة…).
– التواصل الفعال:
7- أنواع الاتصال:
وهما نوعان لفظي وغير لفظي
(أ) الاتصال اللفظي: هو الاتصال الذي يتم عبر الكلمات والألفاظ، بحيث يتم نقل الرسالة الصوتية من فم المرسل إلى أذن المستقبل. الاتصال اللفظي له مدة أوسع من المدلولات، حيث تلعب اللغة المستخدمة ودرجة الصوت ومخارج الألفاظ دوراً كبيراً في إضافة معاني أخرى للرسالة.
في الواقع لا تظهر فواصل بين نوعي الاتصال، إذ أنهما يستخدمان معاً لدعم كل منهما الآخر في توصيل القيم والأحاسيس، إلا أننا عادةً نركز على الاتصال اللفظي وهذا الأمر قد يؤدي إلى عدم فاعلية وكفاءة الاتصال عند حدوث أي نوع من التوافق أو التعارض بين اتصالنا اللفظي وغير اللفظي. وللاتصال اللفظي (4) مقومات أساسية هي:
o وضوح الصوت.
o التكرار.
o المجاملة والتشجيع والتجاوب.
o التغذية الراجحة.
(ب) الاتصال غير اللفظي: هو الاتصال الذي لا تستخدم فيه الألفاظ أو الكلمات، ويتم نقل الرسالة غير اللفظية عبر نوعين من الاتصال هما:
لغة الجسد: مثل:
o تعبيرات الوجه.
o حركة العينين والحاجبين.
o اتجاه وطريقة النظر.
o حركة ووضع اليدين والكفين.
o حركة ووضع الرأس.
o حركة ووضع الأرجل.
o حركة ووضع الشفاه والفم واللسان.
o وضع الجسم… إلخ.
الاتصال الرمزي: لتوصيل القيم والأحاسيس للمتلقي مثال على ذلك:
o الشعر: اللحية، الشارب، الحلاقة، التسريحة.
o العلامات: مثل الوشم… وغيره.
o الجواهر والحلي.
o نوع وألوان الملابس.
o نوع وموديل السيارة.
o نوع المنزل وموقعه.
o المقتنيات (هاتف محمول، بيجر، الخ…).
o مكان الجلوس.
o المسافة بينك وبين الآخرين.
o مستحضرات التجميل… إلخ.
وللاتصال غير اللفظي خمسة مقومات هي:
o تواصل العينين.
o الابتسام.
o إظهار الاهتمام.
o الاسترخاء.
o التجاوب.
مميزات الاتصال الفعّال:
o تقوية العلاقات.
o يساعد في بناء الثقة والتعاون.
o يساعد على إزالة اللبس وسوء الفهم ويقلل المشاكل والخلافات.
معوقات الاتصال:
o الاضطراب والسرعة في العرض.
o عدم الاهتمام بردود فعل الآخرين.
o التعالي والفوقية.
o التناقض بين الاتصالين اللفظي وغير اللفظي.
o التقديم الخاطئ.
o الشرود وعدم الانتباه.
1- مبادئ التواصل الفعال:
– مبدأ الاستقبال الكلي والإجمالي فعملية التواصل لا تتم بالكلمات والألفاظ التي يتم النطق بها فحسب , بل إنه في وضعية التواصل يجب على الأطراف المتحاورة والمتخاطبة أن يكونوا حذرين اتجاه ما يحس به بعضهم البعض.
– مبدأ التبادل الدائم : فللتدليل على تواصل جيد بين المتخاطبين , يتعين وجود إمكانية لخطاب مردود يناسب الأطراف.
– مبدأ الالتحام, فالتواصل الفعال يستلزم أن يكون المستقبل على علم وبينة بمضمون الخطاب ويفهم مغزاه تماما, ويستشعر كذلك قصد ونية المرسل.
2- قواعد التواصل الفعال:
– تواصل كلي مطلق بدون اعوجاج: انتفاء الغموض.
– تواصل بدون لغة وقول فهو تواصل أيضا.
كل شيء يدل على وجود تواصل ما: (كلمات – حركات –الوجه –اللباس –الفضاء الذي يتواجد فيه الأطراف).
– قد نرى أحيانا أشياء لا وجود لها , وفي أوقات أخرى لا نرى أشياء توجد فعلا.
– لا نرى الأشياء في نفس الوقت.
– في مادة التواصل لا يعتمد بالنية والقصد فحسب ولكن بالنتائج المحصل عليها , وحدها ردود الأفعال من جانب المستقبل ترشدنا حقيقة على ما قمنا بتمريره من خطابات.
– يتحتم على المرسل أن يحمل على عاتقه نسبة مئة بالمئة من مسؤولية الفهم للوصول إلى الأهداف المرجوة.
التنشيط وأساليبه
1- مزايا التواصل الشخصي
أ – التواصل الشخصي:
هو العملية التي بواسطتها يتم تبادل المعلومات بين شخصين أو مجموعة أشخاص لهم حضور ذاتي و يكون تمرير الخطاب بواسطة الصوت والحركات و الإيماءات و التعابير الجسدية ، بحيث يدخل المتصل في تفاعل مع المتصل به وجها لوجه، ويكون الاتصال في اتجاهين مع رد فعل مباشر.
ب – ايجابيات التواصل الشخصي:
– الرد على الشكوك و المخاوف مباشرة
– إعطاء الدعم للأفكار الجديدة
– محاربة الإشاعات والمفاهيم الخاطئة
– إعطاء الشعور بالأهمية.
ج – أنواع التواصل الشخصي:
– المقابلة: وهي عبارة عن أسئلة و أجوبة بين مرسل و مستقبل حول موضوع معين.
– المناقشة الجماعية: هي الطريقة التي تعتمد على تبادل الأفكار و التجارب و المعارف وذلك قصد تعميق الوعي بقضية معينة.
– العرض: هو العملية التي يتم من خلالها إعطاء معلومات شفهيا لجمهور معين وذلك قصد إخباره أو تنبيهه أو تغيير سلوكاته و مواقفه.
– تعليم المهارة: هي الطريقة التي تتميز بكونها توضح لجمهور معين كيفية إنجاز مهمة أو عمل تطبيقي في واقع حي أو صوري مصطنع.
مقتطف من موقع/elksiba.ahlamontada.net/