الباحثة لمياء أبو ريش تناقش موضوع ” مهارات الاستماع”


مهارات الاستماع

أبو ريش لمياء

باحثة في العلوم القانونية

مقدمة

مما لاشك فيه، على أن المهارات هي قدرات ومعرفة الشخص التي يمكنه استخدامها لأداء مهمة معينة بفعالية.

وعليه ومن هذا المنطلق يمكن تصنيف المهارات إلى عدة أنواع وهي تختلف حسب طبيعتها وتأثيرها منها المهارات الصلبة التي تشير إلى المهارات التقنية والفنية المحددة لنوع معين من العمل، ومن أصنافها نذكر مهارات البرمجة والتحليل البيانات والتصميم الكرافيك…، وايضا نجد من تصنيفات المهارات  الينة والتي تعكس الصفات الشخصية والقدرات التي تساهم في التفاعل الفعال مع الأخرين وتحسين الأداء الشخصي ومن مجالتها  التواصل والقيادة والعمل الجماعي والاستماع … وهذا الأخير هو محل البحث والدراسة مقارنة مع باقي مجالات المهارات اللينة هو الأكثر  مساهمة في النمو اللغوي لدى الفرد ويكتسي أهمية باللغة  لإكساب اللغة واكتسابها.

 وتأسيسا على ماسبق،فأن موضوعنا يتطلب منا طرح الإشكالية الرئيسية والمتمثلة في:

تحديد مكانة مهارة الاستماع  ضمن المهارات الينه ودوره في تطوير النمو اللغوي لدى الفرد؟

ولتقريب الصورة أكثر سنحاول الأجابة على هذه الإشكالية  والتساؤلات المتفرعة عنها من خلال التصميم التالي:

المطلب الأول: ماهية الاستماع

الفقرة الأولى: مفهوم وأركان الاستماع

الفقرة الثانية: أنواع الاستماع

المطلب الثاني : خصوصيات مهارة الاستماع ومقارنتها مع المصطلحات المشابها لها

الفقرة الأول: من حيث المزايا والعيوب

الفقرة الثانية: المقارنة مع المصطلحات المشابها لها كالسمع نموذجا

 

 

 

المطلب الأول: ماهية الاستماع

هذا المطلب يتطلب منا البحث بالتفصيل عن مفهوم  وأركان مهارة الاستماع (الفقرة الأولى) ومن ثم أن نعرج حديثنا عن أنواع الاستماع في (الفقرة الثانية).

الفقرة الأولى: مفهوم وأركان الاستماع

سنقف (أولا) على مفهوم الاستماع و(ثانيا) عن الأركان:

أولا: مفهوم الاستماع

وبالرجوع إلى بعض المفكرين والذين عملوا على وضع تعريفات خاصة بمهارة الاستماع نذكر أهمهما:

عصر الاستماع  يعرفه بأنه عملية مركبة يستوعب فيها الإنسان الأصوات المنقولة إليه عبر أذنه عن طريق العديد من النشاطات العقلية الفسيولوجية، مثل سماع الأصوات والتعرف عليها وتمييزها وتفسيرها.

وكما عرفه المفكر نصر بأنه مهارة لغوية ذهنية أدائية تتشكل لدى المتعلم نتيجة تعرضه لنصوص وقصص مختلفة، وتدريبات مصاحبة في مواقف محددة ومضبوطة تمكنه من الإصغاء الواعي للرسائل الصوتية المتلقاه، وفهم ما تضم من أفكار ومضامين ونقدها وتقويمها وممارسة أشكال التخيل المحتملة.

أما التعريف الاستماع من جهة( Bodie)بأنه تفسير السلوك التواصلي للأخرين بكفاءة وفعالية وذلك لمحاولة فهم معنى هذا السلوك أثاره واصدار الاستجابة المناسبة له.

وبخصوص mart)) عمل على تعريف الاستماع بأنه القدرة على الكلام والتعبير عنه أو تبادل الأفكار من خلال استخدام اللغة الشفهية لتوصيل المعنى للأخرين وتحقيق التواصل الفعال معهم.

ومن هذا المنطلق يمكن لنا وضع تعريف جامع لمهارة الاستماع وذلك من خلال ما سبق:

الاستماع يعد مهارة ذهنية تعتمد على الإصغاء الواعي بالرسالة وفهمها وتقويمها.

الاستماع يعتبر أيضا عملية تفسيرية للسلوك الإنساني وفهم مقاصد المتكلم واصدار الاستجابة المناسبة.

كما أنه عملية نشطة تعتمد على السرعة البديهة في تحليل الأصوات المسموعة.
ولا شك إن  الاستماع الجيد يحقق التواصل الفعال مع المتحدث والقارئ، كما ينعكس الاستماع على باقي مهارات التواصل اللغوي كالقراءة والتحدث والكتابة.

كما يعتبر عملية مركبة من عدة مهارات كتمييز الأصوات وتحليلها وتحويل المعنى إلى الذهن والتفسير والاستيعاب والفهم والتقييم.

هذا عن المفهوم ماذا عن الأركان وهذا ما سنسلط الضوء عليه ثانيا.

ثانيا: أركان الاستماع

هنا ك الكثير من المفكرين الذين عملوا على تحديد أركان الاستماع ومنهم ( Bodie)  الذي يشير  إلى أن الاستماع بناء متعدد الأبعاد يتكون من العمليات الحسية التي تتمثل في استقبال المعلومات عبر حاسة الأذن والعمليات المعرفية المعقدة متل: الحضور الذهني وفهم واستلام وتفسير المحتوى والرسالة الواردة من المتحدث، والعمليات العاطفية مثل : التحفيز على الاهتمام بتلك الرسائل، والعمليات السلوكية مثل الاستجابة بردود الفعل اللفظية والغير اللفظية.

ليس ( Bodie) فقط من قام بتحديد الأركان بل نجد إيضا عبد المفكر عبد الهادي الذي يرى أن مهارات الاستماع لا تقتصر على استقبال الصوت المسموع وإدراك معاني الكلمات الجمل فحسب،  بل يتعدى ذلك إلى الاندماج الكامل والمستمع، كما يحتاج المستمع إلى البذل الجهد الذهني حتى يستخلص المعلومات ويحللها وينقدها.

وبالتالي يتفق مع المتكلم في رأيه ويختلف معه، وبالتالي ومن هذا المنطلق فأن عملية الاستماع تتكون من أربع أركان لا ينفصل احدهما عن الأخر وهي:

  • فهم المعنى الإجمالي.
  • تفسير الكلام والتفاعل معه.
  • تقويم الكلام ونقده.
  • وربط المضمون المقبول بالخبرات الشخصية.

وبعدما تطرقنا إلى مفهوم الاستماع وحددنا إركانه ماذا عن أنواعه وهذا ما سنحاول أن نرصده في الفقرة الثانية.

الفقرة الثانية: أنواع الاستماع

لا شك على أن أنواع الاستماع متعددة وذلك تبعا للغرض أو الغاية المقصودة من عملية الاستماع أو الرسالة التي إراد الفرد أن يستمع إليها، وبالرجوع إلى مرجع المفكرة مروى حسين نجدها تعدد لنا أنواع الاستماع فيما يلي :

الاستماع التذوقي و الاستماع النشط و الاستماع الاستيعابي و الاستماع الناقد و الاستماع الإبداعي و الاستماع الجمالي أو الترفيهي أو الاستماع القصري أو الإجباري  و الاستماع الفضولي للاستطلاع.

لذلك سنحاول شرح  أهم بعض هذه الأنواع وفق ما يلي:

  • الاستماع التذوقي: يهدف هذا الاستماع إلى الاستمتاع والتذوق الأعمال الفنية مثل الموسيقى أو عرض مسرحي أو محاضرة ممتعة.
  • الاستماع النشط: ويتجلى هذا الاستماع في تركيز الانتباه لتفسير الكلام أو قراءة المشاعر والحركات ولعل هذا نوع من الاستماع يتضمن التعاطف مع المتحدث أو التأمل في كلامه.
  • الاستماع الاستيعابي: مفاده الفهم والمعرفة مثل الاستماعإلىى درس أو ندوة علمية أو محاضرة بقصد فهم ما يدور فيها.
  • الاستماع الناقد: وهو الاستماعلاتخاذ قرار وإصدار حكم وحسم موقف الاتفاق مع مضمون المسموع أو الاختلاف معه.

 

 

 

المطلب الثاني : خصوصيات مهارة الاستماع ومقارنتها مع المصطلحات المشابها لها

سنحاول من خلال هذا المطلب الوقوف على مميزات أو أن صح القول جنات هذا الاستماع وعيوبه أيضا (الفقرة الأولى) ومن ثم لا بد علينا مقارنته مع المصطلحات المشابه له كالسمع نموذجا (الفقرة الثانية).

الفقرة الأول: من حيث المزايا والعيوب

تماشيا في نفس السياق سنتطرق (أولا )إلى المزايا ومن ثم العيوب (ثانيا).

أولا: المزايا

وبالرجوع إلى ما سبق نجد بأن مزايا الاستماع تتجلى في ما يلي:

  • بحيث أنها تمكننا من التمييز بين الأفكار الرئيسية والثانوية في النص المسموع.
  • كما أنها تذكر حقائق ومعلومات وردت في النص المسموع.
  • وكما أنها تساعد على الاستنتاج معنى كلمات جديدة وردت في سياق النص المسموع.
  • كما ترتب الأفكار بشكل صحيح وكذلك الاحداث في النص المسموع.
  • كما تساعد بالخروج إلى خلاصات حول النص المسموع.

هذا عن المزايا ماذا عن العيوب وهذا ما سنحاول التطرق إليه ثانيا.

ثانيا: العيوب الذي تعتري مهارة الاستماع

بطبيعة الحال أن كل مؤسسة لها مزاياها  الذي سبق التطرق إليها أعلاه  وعيوبها أذن العيوب التي تعتري هذه المهارة يمكن إجمالها في ما يلي:

  • تشتت الأنتباه : ونقصد هنا صعوبة التركيز على الشخص المتحدث في بعض الحالات خاصة أذا كان هناك الكثير من الضوضاء أو تشغيل الأفكار في العقل.
  • التوتر أو الضغط: هذا يؤدي حتما إلى عدم القدرة على الاستماع بشكل فعال بحيث يكون الانشغال بالأفكار الداخلية هو الأكثر سيطرة.
  • التعليق المبكر: ومثال عليه كأن يقوم الشخص بتكوين تفسيرات أو ردود قبل أن يكتمل الطرف الاخر من الكلام مما يؤثر على فهم الرسالة بشكل كامل .
  • عدم فهم السياق: قد يؤدي فهم الكلامات بشكل فردي دون وضعها في الساق الصحيح إلى فهم خاطئ للرسالة الكاملة.
  • التحفظ على الردود: بعض الحالات يمكن أن يكون الشخص ينتظر فقط دوره للرد دون أن يستمع بفعالية مما يؤدي إلى فقدان الفهم الكامل.
  • قطع الكلام: يمكن ان يقاطع الشخص الأخر بشكل متكرر مما يجعله يفقد الفرصة للاستماع بشكل كامل.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الفقرة الثانية: المقارنة مع المصطلحات المشابها لها كالسمع نموذجا

في هذه الفقرة سنعمل على المقارنة ما بين السمع والمستمع نظرا لأهمية هذا المصطلح وبالرجوع إلى مرجع sweetow)):نجد بأنه يفرق بين السمع والاستماع بحيث يمكن ان يمتلك الفرد سمع طبيعي ولكن قد يكون مستمعا ضعيفا ومن ناحية أخرى قد يكون الفرد ضعيف السمع ولكنه مستمع ممتازا حيث يتطلب الاستماع السمع لكن لكي يكون  المستمع جيدا يجب ان يدمج المستمع عددا من المهارات مثل الحضور الذهني والتفاهم والتذكر وسرعة المعالجة.

ومن جهة أخرى، يعتبر السمع هو القدرة الفيزيولوجية على استقبال الأصوات عبر الأذنين ونقلها إلى الدماع للمعالجة ويعتبر السمع جزءا من الوظائف الحسية للجسم ويتم دون تفكير ولا يتطلب تركيز نشطا أما الاستماع يتعلق بفهم وتحليل الأصوات الذي تم سماعها بفاعليه يتطلب تركيز نشطا ومشاركة فعالة من قبل الشخص ويشمل فهم المعنى والتفاعل مع الرسالة المستمعة ويتضمن الانخراط العقلي والعاطفي مع الشخص الذي يتحدث.

أما من جهة الفهم العميق نلاحظ بوضوح  أن السمع هو مجرد هو استقبال للأصوات بدون طبقة عميقة من التحليل أما بخصوص الاستماع فهو بطبيعة الحال يتطلب فهما أعمق للمعنى وربما تقييم نقديا للرسالة.

كما أن الاستماع يتضمن الانفعالاتوالاستجابات العاطفية للمستوى وفي هذا السياق نجد على أن التفاعل في السمع يكون مجرد نشاط ألي دون مشاركة فعالة في حال  أن الاسماع يكون فيه ردود فعل بطريقة تظهر فهما وتقديرا للرسالة.

ولعل الخلاصة الذي يمكن الخروج بها تتجلى في أن السمع هو مجرد القدرة على استقبال الأصوات في حين يمثل الاستماع تفاعل أكثر  تعقيدا يشمل التركيز والتفاعل العقلي والعاطفي مع الرسالة المستمعة.

الخاتمة:

صفوة القول، نستنتج بأن موضوعنا المتعلق بمهارة الاستماع يكتسي أهمية باللغة لكونه يعد  أساس النمو اللغوي لدى الفرد وهو المدخل الحقيقي لأكساب اللغة واكتسابها ولعل الاستماع الجيد يساعد الفرد على التواصل مع الأخرين بدأ بالاستماع ثم الفهم ثم صدور الاستجابة بناء على الفهم الناتج عن الإستماع.

لائحة المراجع

  • مراجع باللغة بالانجليزية
  1. Mart, C. T. (2012). Developing speaking skills through reading. International Journal of English Linguistics, 2(6), 91- 96.

  1. ,sweetow  J. H. (2007). Listening and communication enhancement (LACE). In Seminars in Hearing, 28(2), 133-141.

  1. Bodie, G. D. (2012). Listening as positive communication. The positive side of interpersonal communication, 109-125.
  • مراجع باللغة بالعربية

  1. عصر، حسني عبد الباري العربي الحديث الاتجاهات الحديثة لتدريس اللغة العربية في المرحلتين الاعدادية والثانوية الإسكندرية: المكتب، سنة 2001.

نصر: على  أثر النشاطات التعليمية المصاحبة والتحصيل السابق في اللغة العربية في تنمية القدرة على التخيل لدى عينة من طلاب، الصف السادس المجلة الأردنية في العلوم التربوية، المجلد (5)، العدد (4). ص 385 – 398، سنة 2009.

حسين مروى : برنامج قائم على نموذج جوردن لتألف الأشتات في تنمية مهارات التواصل الشفوي لدى تلاميذ، المرحلة الاعدادية، مجلة القراءة والمعرفة، (185)، 21 – 59، سنة 2017

 عبد الهادي:مهارات في اللغة والتفكير، عمان، دار المسيرة للنشر والتوزيع، سنة 2005.


اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

اعلان خاص: عرض مميز وخاص بالطلبة (CHEZ BAMI)

إعلان خاص ***** عرض مميز وخاص تخفيضات  مهمة لفائدة الطلبة والأساتذة   عند CHEZ BAMI بيع ...