المواطن ومدى تعاونه مع الشرطة في مكافحة الجريمة


المواطن ومدى تعاونه مع الشرطة في مكافحة الجريمة

يعتبر الأمن من أهم الحاجات الأساسية التي لا بد من توفرها للانسان ليعيش حياه كريمة , بل وتعتبر لبنه اساسية ولا غنى عنها في كل بلدان العالم , فان مدى اهمية الامن تكمن في توفير الاستقرار للمجتمع والابتعاد عن الخوف والخطر .

فالمجتمع حتى يبقى متين البنية مزدهر النمو ومستقر الاوضاع وبعيدا عن كل الاخطار يجب ان تحقق له كل سبل الطمأننية والرفاهية .

ان كثير من المواطنين يشككون في مصداقية الشرطة ولا يثقوا بها وغيرها من الامور , والسبب في ذلك هو سوء الفهم لديهم ونقص المعلومات الحقيقية والكافية لديهم , فكلما زادت معرفة المواطنين بافراد الشرطة واهدافها التي تسعى الى تحقيقها كلما زادت الثقة والاحترام والمصداقية وبالتالي تتحول من تشكيك وعدم ثقة الى تعاون وايجابية .

وبالتالي فان المواطن الذي يدرك انه يستطيع ان بسهم في تحقيق أهداف الشرطة والمتمثلة في منع الجريمة قبل وقوعها , والبحث وراء الجاني والقاء القبض عليه بعد وقوع الجريمة , وكل هذا لتحقيق مجتمع امن مستقر بعيدا عن كل المخاطر .

أن المواطن يستطيع ان يسهم في تحقيق اهداف الشرطة في جعل المجتمع آمن ومستقر وخالي من اي نوع من أنواع الجريمة ,و تكون من خلال عدة امور وهي :
أولا : إطاعة المواطنين للقوانين والأنظمة .
ويتم ذلك ان المواطن الملتزم بالقوانين والانظمة يحقق هدف الشرطة من خلال انه لايقوم بالاعمال المخلة بالانظمة والقوانين ويترك فرصة للشرطة لملاحقة من هم خارجون عن الانظمة والقوانين .
فكلما زادات نسبة المواطنين الملتزمين في احترام القوانين والانظمة كلما ساعد رجال الشرطة ووفر لهم الوقت والجهد والتكاليف , وبالتالي يساعدهم هذا الامر من التمكن من السيطرة على من هم خارجون عن القانون , وبالتالي اتخاذ الاجراءات الكفيلة بردعهم وتخليص المجتمع من جرائمهم فينجح رجال الشرطة من القليل والحد من حجم الجريمة .

ثانيا : إتخاذ الاجراءات الكفيلة لمنع وقوع الجريمة .
ان منع وقوع الجريمة يعني الوقاية منها قبل وقوعها والتقليل من فرص الشخص الذي ينوي ارتكاب الجريمة , وبالتالي يكون سياج يحيط بالمجتمع .
ومنع الجريمة ليست من مسؤولية الشرطة وحدهم وانما يجب ان يشارك المواطنين فيها , بسبب ان المواطن يجب ان يكون محتاطا لحماية نقسه وماله وعرضه من المجرمين , ولعله من اهم الاجراءات التي يمكن للمواطنين ان يتخذوها لمنع خطر الجريمة عن اموالهم وانفسهم واولادهم هو الانتباه لحيل النصابين والمشعوذيين , وتربية الابناء تربية سليمة وعد الاعتداء على الاخرين , حتى لا تكون هناك فتنة تؤدي الى ارتكاب الجريمة .

ثالثا : التبليغ عن الجرائم .
ان التبليغ عن الجرائم يساعد على كشف الجرائم وسهل معاقبة مرتكبيها , ويعاون الشرو على حفظ النظام والامن , ولا شك ان التبليغ عن الجرائم من قبل المواطنين يساعد الشرطة في تحقيق اهدافها في حماية الارواح والاموال وغيرها .

ويجب على المواطنين المبادرة في التبليغ عن الجرائم سواء وقعت الجريمة اولم تقع وسواء كانوا هم المجني عليهم او غيرهم , والتبليغ عن الجريمة واجب على كل مواطن , ولكن يجب ان ل يكون التبليغ كاذبا او رغبة في التضليل او وسيلة لاشباع احقاد شخصية , لان في مثل هذا التبليغ يترتب عليه اضرار واخطار كثيرة .

رابعا : التقدم للشهادة .
ان التقدم للشهادة يساعد رجال الشرطة على ضبط الجريمة والتوصل الى معرفة مرتكبيها وتقديمهم للمحاكمة .

ويجب على المواطنين عدم كتمان الشهادة والتقدم للشهادة من غير تردد , حيث ان عدم التقدم للشهادة او كتمان الشهادة بسبب الخوف او الرهبة او عدم المبالاة وغيرها يؤدي الى ضياع الكثير من الجرائم وعدم تحقيق العدالة , او قد يؤدي ذلك الى تبرئة المجرم ومعاقبة البرئ .

ويجب على المواطنين ان يدركوا اهمية الشهادة التي تلعب دور مهم في تحقيق اهداف الشرطة .

خامسا : المحافظة على مسرح الجريمة .
ان الشخص الجاني عادة يترك مسرح الجريمة او ادلة في مسرح الجريمة تعطي اهمية كبيرة في كيفية ارتكابه لجريمته , حيث ان الجاني يترك ادلة مادية كثيرة في مسرح الجريمة تدل على علاقته بالجريمة , وغالبا تكون هذه الادلة بدون قصد منه .

فان اي عبث بهذا المسرح سوف يؤدي الى تغيير الصورة الحقيقية لمسرح الجريمة , وقد ادى هذا التغيير في كثير من الجرائم الى ضياع ملامح الطريق التي ارتكبت بها الجريمة , والى ضياع كثير من الادلة المادية الهامة التي من الممكن ان تساعد رجال الشرطة في الوصول الى مرتكب الجريمة .

ومن هنا يأتي دور المواطن بمساعدة رجال الشرطة على المحافظة على مسرح الجريمة من خلال المحافظة على مسرح الجريمة كما هو حتى يصلوا رجال الشرطة اليه , ومن خلال منع اي شخص من الاقتراب اليه او العبث فيه , وتنبه الاخرين الى ضرورة الاحتفاظ بهذا المسرح دون تغيير او تعديل .

وبهذا يكون المواطن قد اسهم في تحقيق اهداف الشرطة , وساعدهم على زيادة فعاليتهم في جمع الادلة المادية والاستنتاجات الحقيقية لطبيعة الجريمة , وذلك بهدف تعقب المجرم والقبض عليه وتسليمه للعدالة .

سادسا : المساعدة في القبض على الجاني .
ان اسهام المواطنين في كافة ميادين تحقيق الامن والاستقرار الذي يعيش فيه ليس فقط في اتخاذ الاجراءات الوقائية لمنع وقوع الجرائم والمخالفات وانما في مجال تقصي الجناه والقبض عليهم وتسليمهم لرجال الشرطة .

فاذا وقع اما مواطن جرم مشهود سواء اعتداء علة الاموال او الانفس زصادف انه لا يوجد شرطة في تلك اللحظة ويستطيع بامكانياته الجسدية والعقلية القاء القبض عليه فيجب عليه الاسراع الى الامساك بهذا الجاني وتسليمه الى رجال الشرطة مع الادلاء بشهادته بما حصل .

وبعد ذلك فان الكثير من المواطنين الذين كانوا يلاحقون الجنا ولم يستطيعوا الامساك بهم كانوا ينجحون في معظم الاوقات باخذ اوصافهم وارقام السيارات التي كانوا يستخدموها ويطاردوهم حتى يمسكوا بهم ويسلموهم الى رجال الشرطة .

وتقوم أجهزتنا الشرطية بتكريم هؤلاء المواطنين في كل عملية يقومون بها في مجال القاء القبض على الجناة , وتنوه بجودهم في وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمقروءة ,

وفي النهاية فان من اهم القضايا التي يجب ان تدرس وتعطى الاولوية في مجتمعنا أن للمواطنين دور مهم وايجابي في تحقيق اهداف الشرطة المتمثلة في اقرار النظام والامن العام , وان هناك عدة مجالات يمكن ان يسهموا من خلالها في حماية المجتمع من شرور الجريمة والمجرمين كما اشرنا سابقا .

واخيرا فان دور المواطن لا يقل اهمية عن دور رجل الشرطة في تحقيق اهداف الامن , ولكن لن يؤدي المواطن دوره المناسب الا اذا كانت علاقته جيدة مع رجل الشرطة , ويؤمن باهمية هذه العلاقة .

 


اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

 أمين البقالي: ماهية الحريات العامة 

ماهية الحريات العامة   أمين البقالي طالب باحث في العلوم القانونية بكلية الحقوق اكدال مقدمـــــة: موضوع ...