معاينة مسرح الجريمة
فحص المكان الذي وجدت به الجثة (معاينة مسرح الجريمة أو الحادث)قد ينتقل
في معظم الأحيان الطبيب الشرعي إلى مكان اكتشاف الجثة بناء على قرارت وتكليف من الجهات القضائية، حيث يقوم بمعاينة مسرح الجريمة بالتعاون مع المحققين و ضابط مسرح الجريمة والادلة الجنائية كل له دوره ويجب أن تتم المعاينة في ضوء ساطع متكامل ليتيح الوضوح والرؤية الشاملة، وقد تضطر الأمور إلى إعادة المعاينة، إن انتقال الطبيب الشرعي فورا عند استدعائه لمعاينة حالة الوفاة المشتبه فيها يعد امرأ ضروريا وذلك لمعرفة ظروف الحادث ومشاهدة المحيط بالجثة وملابساتها، وكذلك وضع الجثة قبل نقلها، وحتى يستطيع إعطاء الرأي الطبي الشرعي الفني عند المناظرة بالنسبة لوقت الوفاة ونوع الحادث (من شكل الإصابة ونوع الأداة المستخدمة) وأيضا لطلب الإذن بالتشريح مباشرة عندما يجد الأمر يستلزم ذلك اختصارا للوقت ومنعا لحدوث تعفن الجثة.
وهناك عدة نقاط يجب أن تشملها المعاينة بالتفصيل من قبل المحقق الجنائي أو ضابط مسرح الحادث من أهمها:
ـ وصف مكان مسرح الجريمة بالتفصيل وعلامات العنف والمقاومة بالمكان مثل ترتيب قطع الأثاث، الأبواب، الستائر، …… الخ .
ـ وضع الجثة بالنسبة للأشياء الثابتة بالمكان مع التقاط صور لوضع الجثة (صور عامة وصور تفصيلية) أو عمل مخطط كروكي للمكان يبين وضع الجثة
ـ البحث عن الآثار المادية بمسرح الجريمة والتقاط صور لها مثل:
ـ وجود أسلحة أو أية أدوات أخرى ووضعها بالنسبة للجثة.
ـ وجود تلوثات من أي نوع ووصفها مثل التلوثات الدموية، المنوية.
ـ وجود آثار أقدام.
ـ وجود أثار طلقات بالحائط أو الأثاث والبحث عن الأظرف الفارغة
وهناك نقطتان هامتان يجب أن يضعهما المحقق الجنائي في الاعتبار عند إجراء المعاينة ، وهما:
ـ انظر بعينك واثبت ما تراه دون أن تلمس أي شيء لحين وصول الخبراء الفنيين المختصين برفع وتحريز الآثار.
ـ ما يظهر أمامك في مسرح الجريمة ليس بالضرورة هو الحقيقة بل قد تبدو الأمور بصورة يقصد بها التضليل لإخفاء الحقيقة.
–فحص الجثة/ اولا يتم الفحص الظاهرى او ما نطلق عليه بمناظرة الجثة وذلك بمعرفة ضابط مسرح الجريمة وضابط التحقيق الجنائى ويتم فى محل الحادث دون التعرض للجثة ويقتصر بالمناظرة والتوصيف لوضعها ووصف الملابس والاوصاف والاصابات الظاهرة اما الفحص الفنى للجثة فانه لابد ان يتم بمعرفة الطبيب الشرعى والغرض من الفحص الطبي الشرعي للجثة هوالاتى :
ـ التعرف الطبي لتحديد هوية الجثة حتى وان كانت هويتها معروفة.
ـ تحديد وقت الوفاة التقريبي من واقع التغييرات الرمية.
ـ معرفة سبب الوفاة .
ـ التعرف على الإصابات المختلفة إن وجدت وتحديد الآلة المحدثة لها.
ـ معرفة وضع الجثة وهل قام احد بتغيير وضعها بعد الوفاة أو لا.
ـ المساعدة في معرفة نوع الحادث، أي هل الحالة جنائية، عرضية، انتحارية وقبل البدء في عملية فحص وتشريح الجثة يجب على الطبيب الشرعي.
ـ اخذ الصور الفوتوغرافية لوجه الجثة وكذلك لكل الإصابات الموجودة بالجثة بملابسها وبعد خلع الملابس مع تغطية العورة حتى لا تظهر بالصورة.
ـ عمل أشعة اكس للجثة خاصة في حالات اشتباه كسور العظام (العظم ألامي، الجمجمة، الأطراف) وأيضا في حالات الإصابات النارية لتحديد أماكن المقذوفات بالجثة وعددها ولتحديد اتجاه وزاوية الإطلاق، ولا يجب على الطبيب الشرعي الاعتماد كلية على نتائج الفحص الإشعاعي لبيان كسور بالعظام خاصة بالجثث المتعفنة بل يطلب الإذن بالتشريح صراحة .
مراحل الفحص الطبي الشرعي للجثة :
ـ فحص الملابس
للملابس أهمية كبيرة في العمل الطبي الشرعي وهي جزء متكامل مع الفحص الظاهري للجثة ولذلك يجب التحفظ على الملابس المتعلقة بالقضايا و تحريزها بعناية بعد فحصها للرجوع إليها إن لزم الأمر وبعد أن يتم فحص الملابس من قبل المحقق وضابط مسرح الجريمة يقوم المحقق الجنائي بإرسالها محرزة إلى المعامل الجنائية لإعادة فحصها بالأجهزة وتحليل ما بها من أثار وإرسال التقرير الخاص بالفحص من قبل خبراء الأدلة الجنائية إلى الطبيب الشرعي أو محقق القضية .
ويجب أن يشمل تقرير فحص الملابس النقاط الاتية : ـ
نوع الملابس
توصف الملابس من أعلى إلى أسفل ومن الخارج للداخل موضحا الماركة وعلامات المغسلة وما تحويه من أشياء أو أوراق قد تساعد في معرفة هوية صاحب الجثة، جنسيته، طبقته الاجتماعية، البنية والقامة…الخ.
حالة الملابس
أية تمزقات حديثة وعلاقتها بالإصابة الموجودة بالجثة (عددا ومكانا وقياسا) ونقص في الأزرار وغير ذلك مما يدل على وجود آثار عنف ومقاومة والآلة المسببة سواء حادة أو راضه:
ـ الآثار المتخلفة عليها أثناء الحادث، وتشمل:
ـ أي ثقوب أو احتراق أو اسوداد بارودي مما يدل على وجود إصابة من عيارات نارية تفيد في تحديد فتحة الدخول والخروج ومسافة الإطلاق واتجاه وزاوية الإطلاق .
ـ أية تلوثات مثل التلوثات الدموية، المنوية، اللوعابية أو بولية، بويات، فمثلا التلوثات الدموية ( شكلها واتجاهها واتساعها ومكانها) يدل على حالة المصاب أثناء إصابته وهل كان قائما أو نائما أو جالسا، فانتشار التلوثات الدموية من أعلى إلى أسفل يشير إلى بقاء المجني عليه واقفا أو جالسا لفترة بعد حدوث إصابته، وتركيز التلوثات الدموية حول موضع الإصابة بغزارة يشير إلى حدوث الإصابة وهو مستلقي على ظهره أو بطنه أو انه سقط على الأرض فور حدوث الإصابة، كما يجب تحديد فصائلها وبصمة ADN لمعرفة ما إذا كانت تنتمي إلى المجني عليه أو شخص أخر.
ـ الربط وشكل العقدة، و يجب عند قصه المحافظة على العقدة ثم يحرز كدليل عند اللزوم.
يقوم الطبيب الشرعي أو المحقق الجنائي من خلال هذا الفحص بتحديد و وصف :
ـ العلامات الاستعرافية المميزة .
ـ درجة تقدم التغييرات الرمية، مثل : مدى انتشار الرسوب الدموي والتعفن الرمية.
ـ التيبس الرمي يجب تحديد درجة انتشاره قبل نزع الملابس حيث انه يزول العضلات التي يتم تحريكها، وتفيد هذه التغيرات في معرفة وقت الوفاة التقريبي.
ـ علامات العنف الخارجية والإصابات المختلفة مثل: ـ نوع الإصابة: كدمات، حروق، آثار ضغط بالحبل …الخ وتفيد معرفة الآلة أو السلاح المستخدم للتعرف على أوجه التوافق والتعارض مع ما جاء في المعاينات لان وجود تعارض يؤدي إلى إعادة التحقيقات من جديد كذلك لإنارة جهة التحقيق بالأدلة اللازمة التي تفيد مجريات التحقيق .
مكان الإصابـــــــــة
بالنسبة للنقاط التشريحية الثابتة بالجسم : وهذه نقطة هامة تفيد في تحديد موقع الجاني من المجني عليه و الربط بين سبب الوفاة و الإصابة .
أبعاد الإصابة: بالسنتيمترات واتجاهها مع ضرورة تصويرها أو عمل رسم تقريبي.
حيوية الإصابة: أي هل الإصابة حدثت قبل الوفاة أو بعد الوفاة .
ـ فحص الفتحات الطبيعية ( الفم، الأنف، الأذن، فتحة الشرج ) للتحري عما بها من إصابات أو أجسام غريبة، أو زبد رغوي أو أثار دموية، أو منوية مع اخذ العينات اللازمة للتحليل .
و عموما فان وجود آثار العنف والمقاومة في ظاهر الجثة يفيد في معرفة نوع الوفاة وان الحالة قد تكون جنائية و كذلك في تحديد نوعية الآلة المحدثة للإصابة .
العلامات الخارجية الدالة على أسباب مرضية للوفاة
و هذه تفيد في معرفة أن الوفاة طبيعية نتيجة لمرض ما مثل :
ـ اصفرار فشل الكبدي .
ـ جفاف الجلد وتكرمشة … النزلات المعوية و الجفاف .
ـ العلامات الخارجية الدالة على التسمم بأنواع معينة من السموم فمثلا:
ـ وجود حروق كيميائية حول الشفتين تشير إلى التسمم بالسموم الأكالة.
ـ انبعاث روائح معينة من الجثة مثل الكحول ـ السيانور أو حمض الفنيك .
تشريح الجثة
يعتبر إجراء التشريح أمر تشخيصي حتمي في العمل الطبي الشرعي، وعلى الطبيب الشرعي طلب الإذن بالتشريح صراحة في كل الأحوال، ولذلك يجب إتمام الفحص بتشريح كامل الجثة حتى لو تمكنا من معرفة السبب الوفاة من خلال الفحص الظاهري، لان إغفال التشريح يؤدي إلى حدوث بلبلة ويدعو البعض للقول بوجـود أسباب أخرى للوفاة يمكن نفيها بالتشريح الكامل الدقيق لجميع الأحشاء واخذ العينات لإجراء فحوص مخبريه ومن أهم تلك الفحوص ما يلي :
1 ـ الفحص النسيجي بالمجهر: توضع الاحشاء10% وترسل للمختبر لبيان ما بها من تغيرات مرضية أو خلوية أو أي تفاعل خلوي.
2 ـ الفحص البكتيري للدم : تؤخذ عينة الدم من القلب .
3 ـ الفحص الكيمائي للدم و البول لبيان نسبة الكحول و السكر و البولينة .
4 ـ العينات القياسية ( الشعر، الدم ) لتحديد الفصائل الدموية و بصمة الحمض نووي
5 ـ كحت أو تقليم الأظافر للكشف عما بها من آثار شعر ـ أنسجة ـ مخدرات .
6 ـ جزء من الإصابة لفحصه مجهريا لمعرفة حيوية الإصابة .
7 ـ مسحة مهبلية او شرجية للكشف عن التلوثات المنوية .
8 ـ مسحات من يد او جسم المجني عليه لبيان نواتج احتراق البارود .
9 ـ الفحص السمي : تؤخذ عيينات من السوائل المختلفة بالجثة ( دم، لعاب ، بول ) الأحشاء ( المعدة والأمعاء و محتوياتها ، القلب ، الرئة ، الكبد ، الطحال ، الكلية ، المخ ) او الشعر او العظم عند الاشتباه بالتسمم بالأملاح المعدنية . و يجب أيضا إجراء الفحص السمي لعينات او بقايا الأطعمة ان وجدت و ترسل العينات الى الفحص السمي دون إضافة أي مواد حافظة لها وإذا كانت مرسلة لمسافة بعيدة يتم حفظها في ثلاجات و بعد الانتهاء من التشريح توضع جميع العينات المأخوذة في أواني زجاجية كبيرة الفوهة وتغلق بإحكام و تختم بالشمع الأحمر ثم توضع في صندوق خشبي و يختم أيضا بالشمع الأحمر و تربط به بطاقة يكتب عليها اسم المتوفى، نوع العينة ، تاريخ اخذ العينة ، نوع التحاليل او السم المشتبه فيه ، توقيع المرسل ، نسخة من التقرير الطبي الشرعي الابتدائي متضمنا ظروف الوفاة و ما شوهد بالصفة التشريحية ، ثم ترسل إلى المختبر
المصادر د ـ عبد الفتاح مراد ـ كتاب الإحكام الكبرى الإدارية العليا
د ـ إبراهيم صادق الجندي ـ أهمية الطب الشرعي في التحقيقات الجنائية
د ـ مراد عبد الفتاح ـ التحقيق الجنائي الفني ـ منقول