البيروقراطية الإدارية و إصلاحها
تساهم البيروقراطية بنصيب وافر في عرقلة النمو و الاستثمار لأن طبيعتها مجبولة على التطبيق الصارم للقانون و على تضارب الإختصاصات عوض تكاملها و كثرة الوثائق و كثرة المتدخلين و الشبابيك كل هذا زيادة على سلوك الموظفين و مزاجهم يجعل كل عملية إستثمار تتطلب حيزا من الزمان يعتبر بنظر الإقتصاديين و المواطنين هدرا للوقت و شططا في إستعمال السلطة و نكون امام طبقة بيدها الحل و العقد تتحكم في مصير الناس و الدولة و النظام خاضع لها بحكم طبيعة العمل .
يبدو ان طبيعة سير العمل في الإدارة يفرض على اي دولة تريد ان يصبح لها مكان في لائحة الدول المتقدمة و تريد ان تخفف عن مواطنيها ضنك الإدارة ان تربط الإدارة بالفضاء الخارجي و تستفيد عن طريق دمج الموظفين في هذا الفضاء الذي يعرف نموا متسارعا .ويكون هذا الإدماج عن طريق التكوين المستمر و خلق محفزات و مكافآت مرتبطة ليس بالرفع من الإنتاج فقط بل بجودة المنتوج وتبادل الموظفين بين الإدارات و الوظائف وربط المسؤولية بالكفاءة و خلق روح المبادرة لدى الموظف و دمجه في المحيط الخارجي .
على الدولة ان تراقب نتائج كل إصلاح و متابعته وفق النظريات العلمية في التسيير و التدبيرو تراقب مدى فعالية و نجاعة هذه الإصلاحات حتى لا تصبح جامدة و تصبح لها نتائج سلبية عوض إيجابية..إحدى هذه النظريات .
1-ربط المسؤولية بالمحاسبة و المعاقبة
اذا لم نربط المسؤولية بالمحاسبة ونحن نعرف أنّ مُتحمل المسؤولية يستفيذ من مكافأت و مادام الحال كذلك عليه ان يتحمل الأخطاء الناتجة سواءا كانت عمدا او غير عمد ،فالمحاسبة بدون عقاب سواءا كان سالبا للوظيفة او للمكافآت حسب طبيعة الخطأ،.فاسلوب المعاقبة كالسيف فوق الرقبة هوغير فعال يجعل من الموظف كالخروف ينتظر ساعة التضحية به و يقتل فيه روح المبادرة .
2- ربط المسؤولية بالمراقية والتحيسن
Planifier,faire,suivi et agir )améliorer(
هذه النظرية تعالج تحسين الأداء و الإنتاج عن طريق القيام بالتخطيط لعملية ما أولا ثم لنفيذها و تحقيقها ثم مراقبة هذا المخطط أوالعملية و متابعتها و دراستها ثم إدخال تعديلات على هذه العملية من أجل تحسين العملية .
ربط المسؤولية بالتحسين او التطور من اجل عدم الوقوع في الأخطاء او إصلاحها في البداية و بصفة آنية وكل موظف مسؤول هو معرض للوقوع في مواقف جديدة يكون لازاما عليه ان يتخذ قرارا لا يعرف نتائجه مسبقا و كل ربط للمحاسبة بالعقاب نخلق لدى الموظف عجزا و قصرا و نقتل فيه روح المبادرة لذلك وجب ربط المراقية او المتابعة بالتحسين حتى لا يقع في الأخطاء ثانية بعيدا عن المعاقية وكذلك مقارنه بين الاهداف و النتائج المحصل عليها و من تم تقرير القرارات المرجو أخدها للحصول على الأهداف او الوصول لها كما سُطرت.
التحسين المستمر continue amélioration 3-
البلدان الغربية تجاوزت مرحلة التكوين المستمر و دخلت في طور التحسين المستمر ،فكل يوم تبادر الإدارة في معالجة منظومتها و تراقب مدى نجاعة التدابير المتخدة و فعالية الحلول في معالجة القضايا المطروحة و إدخال التحسينات الضرورية بصفة مستمرة فهي تواكب المتغيرات بصفة متلاصقة و بديناميكية فالإدارة دائما في تحول و تغير مرتبط بقضاء حاجيات و متطلبات و رغبات و كماليات المواطن و الوطن.
على كل إدارة( او نظام ) تريد ان تتأقلم مع الوضع الحادث و السريع و الآني ، ان تكون منظومتها القانونية و الإقتصادية و الإجنماعية و الدينية قابلة للتعامل مع الإجراءات الاستثنائية بصفة عادية و لديها مناعة إكتسبتها من خلال المعرفة النظرية و التجريبية ،فتنزيل النصوص التشريعية او الإجراءات الإدارية بطريقة سليمة و التطبيق الصحيح لها يساهم في الرفع من مردودية الموظف و بجعل للمساطر الإدارية مرونة و نجاعة و فعالية في العمل و يُضيق الهوة بين الأهداف المرجوة و المحققة.
يعتمد التحسين المستمر على مجموعة من التدابير و الإجراءات لتحقيق أهدافه و هي كالتالي :
– إجراءات علاجية eviuratc action:وهي أجراؤات آنية تقوم بمعالجة على أثر الأعطاب dysfonctionnement du effet او معالجة نتائج الخلل
– إجراءات تصحيحيةcorrictive action :تقوم بمعالجة الأسباب الحقيقة للمشكل او الخلل لمنع حدوث ذلك مرة أخرى
– إجراءات وقائية ventivepré action : العمل الذي يعمل على الأسباب المحتملة لحدوث عطل محتمل لمنع الإصابة به. ويهدف هذا العمل إلى استباق خطر حدوث خلل.
وبطبيعة الحال يجب على الادارة أن تسعى جاهدة للحد من عدد من الإجراءات العلاجية لصالح إجراءات وقائية..
يمكن أن تكون عدة أسباب سببا في إجراءات التحسين. بعض الأمثلة
– استعراض الأداء السنوي
– تقرير التدقيق الداخلي و الخارجي
– استراتيجية جديدة للإدارة
– اكتساب شراكة في المجموعة
– مشروع الأعمال
– وصول الموظفين الجدد
– الأفكار الصادرة من قبل الموظفين
ونحن نرى من خلال الأمثلة ان اسباب التحسين المستمر، داخلي أو خارجي.
يدعى التحسين المستمر باقتدار. التي تنشأ مواضيعه في الحياة اليومية للمواطنين و الموظفين. حتى لا يكون هناك الكثير للقيام به من إجراءات و نتائج سلبية يدفع ثمنها المواطن و الموظف و الدولة ويحد من نزيف سلبيات البيروقراطية البغيضة.
إعداد:ذ/عزيز بوطلحة